مصر تحتفل بـ ” شم النسيم ” .. هذه مواصفات الفسيخ و الرنجة السليمة
يحتفل المصريون، الاثنين، بعيد شم النسيم، وهو عيد فرعوني توارثه الأجيال عبر السنين، حيث تبدأ طقوسه بتلوين البيض، وتناول الأسماك المملحة في سياقات اجتماعية مرحة كالخروج إلى المتنزهات وعلى ضفاف النيل، أو جمع شمل الأسرة في المنزل لتناول الأسماك المملحة مثل الفسيخ والسردين والرنجة، مصحوبة بالخس والبصل والملانة.
ويتصادف حلول يوم شم النسيم هذا العام مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وربما تناول مثل هذه الأطعمة بكثرة اليوم قد يوثر بالسلب على الصائمين، خاصة اليوم التالي، فعلى الأغلب سيشعرون بالعطش الشديد. لذا ينصح خبراء التغذية بعدم الإكثار من تلك الأطعمة، سواء بوجبة الإفطار أو السحور، حتى لا يتسبب ذلك بالشعور بالعطش الشديد بالنسبة للصائمين.
أما عن نوعية وجودة تلك الأطعمة، قال الدكتور حسن حسونة أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، في نشرة طبية صادرة عن المركز القومي للبحوث، إن البيض يعتبر من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية، حيث يحتوي على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 12%، كما يحتوي على الدهون والفيتامينات خاصة فيتامين “A” و”D”، إضافة إلى الأملاح المعدنية، وأهمها الحديد والفوسفور والكاليسيوم، كما يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي لابد من توافرها في الغذاء لأن الجسم لا يستطيع تخليقها.
أما عن أشهر أكلات شم النسيم وهو الفسيخ، فأشار إلى أن الفسيخ يُصنع عادة من سمك البوري، وبالرغم من أن الكثيرين من غير المصريين يعتبرون الفسيخ سمكا “متعفنا”، وليس له مواصفات قياسية فإن تناول الفسيخ في شم النسيم يعتبر من العادات الغذائية المتوارثة عبر الأجيال عند كثير من المصريين.
وأوضح أن الأضرار الناتجة عن تناول الفسيخ قد ترجع إلى العديد من العوامل، منها استخدام عبوات من الصفيح أو أوانٍ بلاستيكية غير مناسبة لحفظ الفسيخ، لأنه يجب استخدام براميل خشبية مناسبة لا تسمح بنمو ميكروبات التسمم الغذائي. وكذلك قلة جودة الأسماك المستخدمة في تصنيع الفسيخ قد تعود بالضرر على المستهلك. فيجب أن تكون الأسماك طازجة، وكذلك الكميات الكبيرة من الأملاح التي تستخدم في تمليح الأسماك، والتي قد تكون غير جيدة وغير مطابقة للمواصفات، مما يؤدي إلى حدوث التسمم الغذائي وارتفاع ضغط الدم وحدوث أضرار لمرضى القلب والكلى والأمراض المزمنة.
خبير التغذية ذكر أن السردين يحتوىي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تعرف بالأوميغا-3 والذي يعتبر مصدرا لها، وهي مفيدة في الوقاية من أمراض القلب وتحمي من الالتهابات وتساعد فى خفض الكوليسترول والغليسريدات الثلاثية، ويعتبر السردين واحدا من أفضل مصادر الكاليسيوم وفيتامين “D”، وبالتالي يقوي العظام، ويؤدي السردين في حالة تلوثه وعدم مطابقته للمواصفات إلى ارتفاع ضغط الدم، وفي حالات أخرى يؤدي إلى التسمم الغذائي.
وقال أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث إن الرنجة تعتبر البديل الصحي والآمن للأسماك المملحة، حيث إن طريقة التصنيع والحفظ بالتدخين وطريقة إعدادها للأكل باستخدام التسخين، تقضي على الميكروبات والطفيليات والبكتيريا، ويجب أن يكون لون الرنجة ذهبيا فاتحا وغير ملونة وقوامها متماسك وخالية من التهتك والإصابة بالطفيليات، ويفضل شراء الرنجة مغلفة ومدون على الغلاف تاريخ الإنتاج والصلاحية.
وذكر أستاذ التغذية أنه لتلافي الأضرار الناتجة عن تناول الأسماك المملحة، يجب الشراء من أماكن موثوق بها تخضع للرقابة الصحية، وأن تكون الأسماك طازجة ومتماسكة وغير منتفخة وتكون القشور عادية وغير داكنة، والعيون برّاقة والخياشيم حمراء اللون ورائحتها عادية ومحفوظة في ملح مطابق للمواصفات القياسية في براميل خشبية خاصة وذلك لتلافي حدوث التسمم الغذائي وارتفاع ضغط الدم.