صنع لمعالجة والدة سلطان عثماني .. ” المعجون العثماني ” أشهر حلويات الشارع بتركيا
تشتهر تركيا بالعديد من الحلويات اللذيذة، والتي تباع في مختلف المحلات التجارية، منها التاريخية والحديثة، لكن من أشهر حلويات الشارع التي تعرف في مدينة إسطنبول ومانيسا على وجه الخصوص “المعجون العثماني” osmanli macunu وهو حلوى تباع في الأحياء القديمة والسياحية.
هذه الحلوى التي تدخل الفواكه في صناعتها والتي تتميز بألوانها الجميلة التي لما تراها تجعلك تود تجربتها على الفور يعود تاريخها إلى مئات السنين، وهي من بين أقدم الحلويات التركية والمصنفة في قائمة اليونسكو.
المعجون العثماني.. تركيبة طبية للسلاطين
يرجع تاريخ صناعة المعجون العثماني إلى سنة 1539 للميلاد، لما عادت والدة السلطان سليمان السلطانة حفصة من رحلة وتعرضت بعدها إلى وعكة صحية حادة، ومع عدم وجود علاجات فعالة في ذلك الوقت، قام الطبيب الشهير في ذلك العصر “مركز أفندي” بإعداد معجون خاص يتكون من تركيبة فريدة من الأعشاب الطبية والتوابل.
أدى المعجون وظيفته بكفاءة؛ حيث تحسنت السلطانة حفصة بصورة سريعة غير متوقعة، ولذلك فقد نذرت السلطانة أن تعد كميات كبيرة من هذا المعجون السحري وتوزيعه على الناس، وتم إعلان ذلك عبر مآذن المساجد ليتم توزيعه على جميع المواطنين.
يتكون المعجون العثماني من أزيد من 40 نوعاً من النكهات المخلوطة بالعسل، وله رائحة طيبة وشهية، ومنظم لدورة الدم، وتخفيف التعب، وهو من أكثر الخلطات المفضلة لدى الشعب التركي طوال خمسة قرون، حيث يستخدم لتحسين الصحة الجسدية والذهنية ويرفع مقاومته للأمراض، ويُعتقد أنه يعالج الأمراض، مثل نزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من الأمراض الموسمية ويقوي الجهاز المناعي للجسم ويرفع مقاومته للأمراض.
المهرجان السنوي لحلوى Osmanli macunu
حسب “وكالة الأناضول” يُقام سنوياً مهرجان معجون المسير “المعجون العثماني” التاريخي الذي يُنظم في مدينة مانيسا غربي تركيا، وهو مهرجان تاريخي ينظم منذ الحقبة العثمانية في هذه المدينة، حيث تتخلله فعاليات تراثية وفنية وعروض موسيقية تعكس تاريخ المدينة وثقافتها وحكايتها التي صارت أحد أسباب شهرتها.
كانت مدينة مانيسا في السابق مدينة للأمراء وإحدى أهم المحطات في حياة السلاطين؛ إذ كانت تعتبر مكان إقامة ولي العهد أو السلطان الذي قد ينصبه السلطان الحاكم ولياً له.
هذا المهرجان الذي تشرف عليه المدينة مدرج في قائمة التراث العالمي غير المادي من قبل اليونيسكو، وقد وصل إلى الدورة 482 السنة الماضية، سنة 2019 نظم المهرجان واستعان بممثلات يجسدن أدوار حفصة سلطان ووصيفاتها والأمراء العثمانيين الذين نشأوا في مانيسا وأعضاء البروتوكول لمرافقة مسيرة مهتر، استمرت المسيرة من ساحة الديمقراطية في 15 يوليو بـ”مانيسا” إلى مسجد السلطان بيمارهانيزي. وبعد الصلاة، أقيم حفل خلط معجون العثماني في بيمرهاني.
أشار عمدة بلدية مانيسا الحضرية “جنكيز إرجون” إلى أن مهرجان المعجون العثماني هو أحد أهم وأقدم التقاليد في تركيا بعد كيركبينار. وأكد إرجون أنهم يبذلون جهوداً كبيرة للترويج للمهرجان في الداخل والخارج، وأشاروا إلى أنهم يتوقعون نفس الجهد من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات العامة.
من بين أشهر النكهات المتواجدة في هذا المعجون نجد: “الزنجبيل وكريم التارتار والكزبرة والخولنجان وجوز الهند واليانسون والربيع الجديد والخيار والصنوبر والزعفران والقرفة وأودلكهير والخردل والخوخ والقرنفل وعرق السوس وغيرها من النكهات.
في المعتقدات التركية يُعتقد أن الفتيات اللائي يأكلن معجون المسير سوف يتزوجن، ومن تنجب بعد أن تحصل عليه ستحمل في أقرب وقت.