الحلوى الأشهر في رمضان عند الجزائريين .. “ زلابية بوفاريك ” و طريقة تحضيرها
تتزين مائدة إفطار الجزائريين في رمضان بشتى أنواع المأكولات، سواء التقليدية أو الحديثة، ونفس الشيء مع موائد الجزائريين خلال السهرة، التي تحتل فيها حلوى “زلابية بوفاريك” التقليدية مكانة مهمة، بحيث صارت تلقّب بـ”عروس السهرات الرمضانية”.
هذه المكانة التي صارت تحتلها الزلابية، جعلت التجار يتنافسون على صنعها، وكل واحد منهم ينسب إلى نفسه أسرار مكوناتها ومذاقها الفريد، لكن بقيت زلابية بوفاريك، وهي أحد أنواع الزلابية الجزائرية، تغرّد وحدها كأجود وألذ أنواع الزلابية، وذلك من خلال خلطتها السحرية التي فشل الجميع في تقليدها.
أصل الزلابية
تتضارب الروايات حول أصل تسمية الزلابية، فينسبها البعض إلى اسم زرياب الأندلسيّ، الذي ابتكرهَا عندما سافرَ إلى الأندلس ثم المغرب العربي؛ حيث حُرف اسمه من زرياب إلى زلياب.
أما الرواية الثانية والأكثر شيوعاً، فتقول إن أحد التجار أمر طباخه بطهي الحلوى، غير أنه لم يكن موجوداً إلا الزيت والسكر والدقيق في المطبخ، فعجنها وقلاها، وعندما رأى الشكل النهائي للزلابية، قال مستنكراً: إنها زلَةٌ بيَ!، وطلب عفو مسؤوله، لتصبح من تلك اللحظة اسمها “زلةُ بي” أو زلابية.
وتعدّ زلابية بوفاريك واحدةً من أشهر أنواع الزلابية في الجزائر، والتي ظهرت منذ أكثر من 134 عاماً، إذ تفيد الكتابات التراثية بأنها تعود إلى عام 1889، أي خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، وتوارثتها 3 عائلات هي أكسيل وشبوب ولوكيل، التي سكنت في منطقتي بوفاريك والبليدة، احتفظت بسر خلطتها.
وتُصنع “زلابية بوفاريك” بطريقة مختلفة جداً عنها في باقي مدن الجزائر، إذ تحضّر بالقمح الصلب حصراً، مع إضافة نكهات تتميز بين صانع وآخر، في حين يستخدم طحين القمح والزيت والماء والسكر في إعدادها في باقي المدن.
طريقة تحضير زلابية بوفاريك
تعدّ وصفة تحضير زلابية بوفاريك من أكثر الوصفات التي تمتلك سحراً خاصاً، إذ إنّ اقتناءها أو تذوّقها في مدينة بوفاريك يختلف بشكلٍ واضحٍ عن أي مكانٍ آخر، وذلك من خلال الوصفة السحرية التي يعتمدها صناع الزلابية في بوفاريك، والتي يكون فيها سميد القمح الصلب كلمة السر.
المكونات
سميد القمح الصلب.
النّشا.
الماء.
الخميرة الفوريّة.
عسل أو قطر.
ماء الورد.
قشور الليمون أو عطر الليمون لتعزيز النكهة.
فستق حلبي مطحون للتّزيين.
طريقة التحضير
نقوم بإحضار وعاء يوضع فيه سميد القمح الصلب، ومن ثمّ نقوم بنخله، ثم نضيف إليه كمية من النشا والخميرة الفورية ونقوم بمزجها جيداً.
بعدها نضيف الماء تدريجياً إلى المزيج السابق، ونقوم بوضعه على درجة حرارة متوسطة، ونستمر بإضافة الماء حتى نحصل على عجينة لينة.
نغطي العجينة، ونتركها بالجانب لكي ترتاح لمدة ساعتين على الأقل.
في وعاء آخر يتم وضع السكر مع الماء على نار هادئة، ونحرك السكر لكي يذوب في الماء تماماً، يضاف إليها الليمون، ويُترك لبضعة دقائق لكي يغلي أي لمدة 15 دقيقة، ثم نضيف ماء الورد وقشور الليمون إلى الوعاء ويُترك لمدة دقائق حتى تمتزج المكونات.
بعدها نقوم بصبّ العجينة بعد أن تتخمر في الكيس الحلواني، وبالموازاة نضع كمية من الزيت النباتي على نار هادئة، لكي يسخن، ومن ثم نضع الزلابية بشكل دائري في المقلاة، ونتركها حتى يصبح لونها ذهبياً.
وفي النهاية يتم إخراج الزلابية من المقلاة، وتوضع في ورق المطبخ، ثم توضع في طبق التقديم ويُصبّ عليها القطر، وتزيين باللوز والفستق.