اختراق علمي يُساعد مرضى السكري من النوع الأول
يعتبر مرض السكري من النوع الأول من الأمراض الشائعة، هو حالة مزمنة، ينتج فيها البنكرياس كمية صغيرة من الأنسولين، وهو هرمون يستخدمه الجسم للسماح للسكر (الغلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة. وقد تؤدي عوامل مختلفة، منها الخصائص الوراثية وبعض الفيروسات، إلى الإصابة بداء السكري من النوع الأول. ورغم أن داء السكري من النوع الأول يظهر عادةً في الطفولة أو المراهقة، لكنه قد يصيب البالغين أيضًا.
وبعد إجراء الكثير من الأبحاث، لم نتوصل إلى علاج نهائي لداء السكري من النوع الأول. ويركز العلاج على التحكم في كمية السكر في الدم باستخدام الأنسولين والنظام الغذائي واتباع نمط حياة صحي لمنع حدوث مضاعفات. هذا ويمكن أن تظهر أعراض داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال بصورة مفاجِئَة، وقد تتضمن ما يلي:
الشعور بالعطش أكثر من المعتاد.
– كثرة التبول.
– التبوُّل في الفراش بالنسبة للأطفال الذين لم تكُن عادتهم التبول في الفراش ليلاً.
– الشعور بالجوع الشديد.
– فقدان الوزن دون تعمد.
سرعة الغضب والانفعال أو ظهور تغيرات مزاجية أخرى.
– الشعور بالتعب والضعف.
وفي هذا الصدد، وجدت دراسة أن زرع خلايا البنكرياس من متبرع في كبد المرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول يمكن أن يساعدهم على العيش فترة أطول. وأظهرت تجربة العملية، التي أجراها علماء فرنسيون، نتائج واعدة لمرضى السكري من النوع الأول الذين خضعوا لعملية زرع الكلى.
وسيحتاج نحو ثلث مرضى السكري من النوع الأول في النهاية إلى كلية جديدة، لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم الناجم عن المرض يؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية في الأعضاء. والعديد من المرضى الذين يتلقون عملية زرع سيعانون من الفشل الكلوي مرة أخرى في غضون عدة سنوات. لكن البيانات تظهر أن الإجراء المبتكر، زرع أنسجة خلايا الجزيرة، يمكن أن يطيل فترة حياة المرضى دون مزيد من المضاعفات بعد عملية زرع الكلى.
وتتضمن هذه التقنية أخذ خلايا خاصة، تسمى خلايا الجزيرة، من بنكرياس المتبرع. وتنتج هذه الخلايا الإنسولين، وهو الهرمون الذي يحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم. والبنكرياس هو غدة تقع بالقرب من الكبد. ولأسباب غير مفهومة تماما، في مرضى السكري من النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي الغدة، ما يؤدي إلى فشلها.
ومن خلال هذا الإجراء، يتم نقل خلايا الجزيرة عن طريق القسطرة إلى كبد مريض السكري في نفس وقت زراعة الكلى. والكبد هو العضو المختار لأنه يتمتع بخاصية فريدة تسمى الامتياز المناعي – فمن غير المرجح أن يؤدي إلى استجابة مناعية مقارنة بالأعضاء الأخرى عندما يتم زرع أنسجة أو خلايا غريبة فيه.
ونظرت الدراسة الجديدة التي قدمها العلماء مؤخرا في مؤتمر الجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء، في 330 مريضا خضعوا لعملية زرع الكلى. ووجدوا أن المرضى الذين خضعوا لعملية زرع الجزيرات كانوا أقل ميلا بنسبة 50% للإصابة بالفشل الكلوي، مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا العلاج، وعاشوا سنة أطول في المتوسط.
ووجد الفريق من جامعة ليل الفرنسية أيضا أن مرضى زراعة الجزيرات كانوا أقل عرضة بنسبة 70% للحاجة إلى الإنسولين المنتظم للتحكم في نسبة السكر في الدم.