خطر ارتفاع ضغط الدم: العوامل والعلاج
يشكل ارتفاع ضغط الدم حالة طبية خطيرة جدا، وذلك لأن معظم الناس يمكن أن يعانوا من ارتفاع ضغط الدم لسنوات عديدة، دون أن يتم تشخيص ذلك ومن هنا أطلق عليه اسم “القاتل الصامت – Silent Killer”.
مع ذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم ليس وضعًا لا يمكن تفاديه. هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها للوقاية ولعلاج ارتفاع ضغط الدم.
ما هو ضغط الدم؟
إن الدم الذي يضخ يكون تحت ضغط معين، تمامًا مثل الماء الموجود في أنابيب شبكة المياه في منزلك. عندما يكون هناك ضغط مفرط في أنابيب الماء فإن هذا الضغط يمكنه أن يسبب ضررًا للأنابيب والصنابير، هكذا أيضًا يعمل ضغط الدم. إن ضغط الدم المرتفع هو الحالة التي يتم فيها تشكيل ضغط زائد على جدران الأوعية الدموية.
قد يسبب ارتفاع ضغط الدم، مع مرور الوقت، إلى ظهور مجموعة واسعة من المشاكل الصحية:قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم الى انتفاخات في الأوعية الدموية، والتي تدعى أم الدم (Aneurysm) , قد يسبب تضخم في عضلة القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية , يمكن أن يتطور ضرر للأوعية الدموية في الكلى (Hypertensive Nephropathy) مما يؤدي لمرض الفشل الكلوي , وكذلك، ولأن الأوعية الدموية الدقيقة داخل العينين معرضة للضرر بشكل خاص، فإن ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يؤدي إلى خلل في الرؤية (Hypertensive Retinopathy)، حتى حالة العمى احياناً.
توجد هناك العديد من العوامل التي تسبب ارتفاع ضغط الدم:
العمر:يميل ضغط الدم عادة إلى الارتفاع مع تقدم العمر. تزداد نسبة الخطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم عندما يتجاوز الرجل سن الـ 45 عامًا، رغم أن هناك أيضًا حالات لرجال اصغر سنًا. السمنة وعوامل وراثية عائلية (السوابق العائلية للأصابة) يمكن أن تشكل عوامل لزيادة مستوى الخطر.
نمط الحياة:لقد وجدت علاقة مباشرة بين تناول كميات كبيرة من الملح، نقص البوتاسيوم والاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية، وبين مستوى خطر الإصابة في ارتفاع ضغط الدم , كذلك وجد أن زيادة الضغط والتوتر النفسي وقلة النشاط البدني، جميعها عوامل تساهم في ارتفاع ضغط الدم. تماماً كما زيادة الوزن والسمنة, إن ارتفاع ضغط الدم كما هو الحال في جميع الأمراض الأخرى المزمنة – يميل إلى أن يكون أيضًا على أساس وراثي.
مشاكل صحية:إن ضغط الدم، عند بعض المرضى، قد يكون نتيجة لمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية الأخرى، أو نتيجة لتناول أدوية معينة. يسمى هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع ضغط الدم الثانوي (Secondary Hypertension)، لأنه يحدث نتيجة لوجود مشاكل طبية أخرى.
التشخيص: يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم عادة، باستخدام مقياس ضغط الدم المعروف، كفة الضغط، التي تلف حول أعلى الذراع. تنتفخ كفة الضغط وتقوم أجهزة الاستشعار بقياس ضغط الدم النابض على جدران الأوعية الدموية.
يتم قياس ضغط الدم بواسطة قيمتين عدديتين: الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي.
الضغط الانقباضي، هو القيمة العددية الأعلى والتي تقيس ضغط الدم عندما ينبض القلب. أما الضغط الانبساطي فهو القيمة العددية الأدنى التي تقيس ضغط الدم عندما يكون القلب في وضع الراحة.
ضغط الدم الطبيعي هو كل قيمة أقل من – 80 / 120 , تعرف حالة الوصول الى ما قبل ضغط الدم المرتفع، بقيمة ضغط انقباضي التي تتراوح بين 120 لـ 139 وقيمة ضغط انبساطي التي تراوحت بين 80 لـ 89.
يعرف ضغط الدم المرتفع، ككل قيمة أعلى من 90 / 140. أما بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري أو مرض مزمن في الكلى يعرف ارتفاع ضغط الدم عندما تكون القيم أكبر من 80 / 130.
طرق الوقاية
يتوجب عليك من أجل الوقاية من ارتفاع ضغط الدم:
فحص نظامك الغذائي : لأن الحفاظ على نظام غذائي صحي، هو واحد من أكثر الطرق فعالية للحصول على قيم طبيعية لضغط الدم.
حاول متابعة التوصيات الغذائية التالية، المعروفة أيضًا باسم البرنامج الغذائي، الموصى به لأشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم (DASH – Diet Dietary Approaches to Stop Hypertension eating plan)، التي تركز كثيرًا على تناول الفواكه والخضراوات، وكذلك منتجات الألبان قليلة الدهون أو الخالية من الدهون.
أظهرت الدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة العامة في الولايات المتحدة، أن هذا النظام الغذائي، يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من ضغط الدم. تظهر النتائج على الفور تقريبًا، وأحيانًا في غضون أسبوعين.
حاول في الوقت نفسه، التقليل من تناول الملح (كلوريد الصوديوم) الذي يساهم في رفع ضغط الدم. يوصي البرنامج الوطني لعلاج ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة، بأن لا تزيد الكمية عن 2300 ملغم من الصوديوم في اليوم. في حين أنه من المحبذ عدم تجاوز كمية الـ 1500 ملغ من الصوديوم يوميًا (ملعقة صغيرة من ملح الطعام تحتوي على 2000-2400 ملغم صوديوم).
من الضروري بالنسبة للرجل العادي، الذي يستهلك عادة حوالي 4200 ملغم من الصوديوم يوميًا، إجراء تغيير كبير في نمط حياته. مع ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات أنه كلما قللت من تناول الملح، فإنك تستطيع أن تقلل من قيم ضغط الدم عندك.
2ممارسة الرياضة: الخطوة الحكيمة التي عليك اتباعها هي ان تدمج مع التغيرات في نظامك الغذائي، أيضًا ممارسة الرياضة بقدر الإمكان، للتقليل من قيم ضغط الدم.نشر باحثون من جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة، نتائج دراسة شملت 4000 شخص تتراوح أعمارهم بين 15 حتى 30 عامًا، الذين تمت مراقبتهم على مدى فترة زمنية معينة. ووجد أنه كلما قاموا بممارسة الرياضة أكثر، كلما انخفض مستوى خطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم.
تجنب العادات السيئة: توجد هناك تغييرات أخرى في نمط الحياة، التي يمكنك القيام بها للحفاظ على قيم طبيعية لضغط الدم لديك. يمكن أن يسهم الإفراط في تناول المشروبات الكحولية والتدخين في حدوث ضغط الدم المرتفع.
يجب على الرجال الذين يميلون إلى شرب المشروبات الكحولية على أساس يومي، أن يحرصوا على عدم تجاوز شرب كأسين من المشروبات الكحولية يوميًا. إذا كنت مدخناً، فإن التوصية واضحة: كن مسؤولاً وابحث عن طرق للإقلاع عن التدخين!
كيفية العلاج
توجد مجموعة واسعة من الأدوية المعدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، متاحة للأطباء، للحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة.
تشمل هذه الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم ما يلي: مدرات البول، التي تسمى أيضًا حبوب الماء، حاصرات بيتا ,التي تؤدي إلى أن ينبض قلبك ببطء وبضغط منخفض، الحبوب التي تمنع تكون هرمون الأنجيوتنسين (ACE) الأنجيوتنسين هو إنزيم الذي يمنع عادة الأوعية الدموية من التقلص. ودخل إلى السوق في السنوات الأخيرة، دواء جديد يسمى حاصرات الأنجيوتنسين 2 (ARB) والذي يؤدي إلى استرخاء واتساع الأوعية الدموية.
إن هذه الأدوية فعالة جدًا في علاج ارتفاع ضغط الدم، ولكنك عندما تصل إلى النقطة التي تصبح بحاجة إليها، فإنك سوف تحتاج إلى أستعمالها لبقية أيام حياتك. وهذا سبب وجيه اخر للبدء والتركيز على سبل الوقاية.
المصدر ويب طب