كم يظل الإنسان حياً تحت أنقاض الزلزال ؟ .. خبراء يجيبون
تتوالى القصص عن الناجين الذين يتم إنقاذهم من تحت الأنقاض في تركيا وسوريا بعد مرور عدة أيام على زلزال شرق المتوسط المدمر.
وكشف مختصون تحدثت إليهم قناة “سكاي نيوز”، عن أنه في حال احتجاز إنسان بسبب سقوط مبنى عليه بسبب زلزال أو أي كارثة أخرى، فإن هناك عدة عوامل تتحكم في بقائه حيا تحت الأنقاض.
وأشار المختصون إلى أن أقصى مدة يتحملها الجسم دون طعام هي 30 يوما، و3 أيام دون ماء، مع التسليم بوجود فروق فردية تحكم كل حالة.
بعد زلزال الإثنين الذي ضرب تركيا وسوريا، تتكشف قصص نجاة أشخاص ظلوا عالقين تحت الأنقاض، منها قصة إنقاذ الشاب علي هان يلماز (18 عاما) بعد مرور 113 ساعة على بقائه تحت الأنقاض في مبنى بغازي عنتاب.
وسبق ذلك قصة المراهق عدنان محمد كوركوت (17 عاما) والذي تم إخراجه من تحت ركام منزله في غازي عنتاب أيضا بعد مرور 94 ساعة.
والمعروف أن فرق البحث بحسب المتعارف عليه في عمليات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، تعلن وقف البحث عن ناجين بعد مرور أسبوع على الكارثة.
ماذا يقول الخبراء؟
قناة “سكاي نيوز” تحدثت إلى كل من عميد كلية الطب بجامعة طنطا أحمد غنيم واستشاري الجراحة العامة محمود طلعت، واستشاري الكبد والجهاز الهضمي محمد عز العرب، والذين أكدوا أن هناك عدة عوامل تتحكم في إمكانية بقاء الأشخاص أحياء تحت الأنقاض.
وشدد الأطباء على أن فرق الإنقاذ تفقد الأمل في إيجاد أحياء تحت أنقاض الزلازل بعد مرور 3 أيام ولكن هناك حالات وقصص فردية يعيش فيها الشخص لفترة غير متوقعة وتختلف من إنسان لآخر وتتأثر بعدة عوامل يمكن تلخيصها في الآتي:
– عمر الإنسان، لأنه كلما كان الشخص أصغر في السن فقدرة تحمله أعلى من الأكبر سنا، وكذلك يكون الشباب أكثر تحملا من الأطفال.
– وضع الأنقاض حول الضحية وهل تقلل من دخول الهواء إليه أم لا.
– مدى إعاقة الأنقاض لحركة الشخص لأن الجسم يمكن أن يتعرض للتعفن في مدة يومين أو ثلاثة إذا لم يكن حرّ الحركة نتيجة إصابته بما يسمى قرح الفراش.
– تعرض الإنسان للإصابة كذلك تهدد فرص بقائه حيا، لأن فقدان الدماء يحتاج تعويضا عن طريق السوائل، وكذلك الكسور تجعل الجسم يبذل مجهودا في محاولة إعادة بناء الكسر من جديد.
– الحالة الصحية للعامة للإنسان، فالشخص الصحيح جسمانيا أكثر قدرة على التحمل ممن يعاني أمراضا.
– جنس الإنسان، لأن الرجل جسده مؤهل لتحمل الظروف الصعبة أكثر من جسد المرأة.
– الظروف الجوية، لأن البرودة الشديدة والحر الشديد يهددان الجسم أكثر من الجو معتدل الحرارة.
– أكد المتخصصون الثلاثة أن الإنسان لا يمكن أن يظل حيا لأكثر من 5 دقائق دون تنفس، ولذلك ففرص نجاة من تحدث في مبانيهم حرائق أو تسربات غاز بسبب الزلزال أقل، لأن هذا يؤدي للاختناق.
– أوضحوا أن الجسد في حال توافر الظروف المواتية لبقائه حيا يعمل على البحث عن مصادر طاقة من داخله تصل إلى حد تحويل العضلات إلى مصادر للسعرات الحرارية.
وعن العامل النفسي ومدى تأثيره على حياة من تحتجزه أنقاض الزلزال قال استشاري الطب النفسي سامح متولي إن بقاء الشخص تحت الأنقاض يعرضه للمخاوف والقلق النفسي بسبب فقدان التواصل والانعزال عن الآخرين، مما ينتج عنه اليأس من إمكانية النجاة.
وأضاف متولي أن التأثر النفسي وفقدان الأمل في الحياة ينتج عنه انخفاض في الوظائف الحيوية للجسم واستعداد لمفارقة الحياة، مع التسليم بأن هناك فروق فردية تجعل الاستجابة النفسية مختلفة من حالة لأخرى.
عن طريقة التعامل نفسيا مع من تعرضوا للاحتجاز تحت أنقاض الزلازل، قال متولي: “لابد من دعمهم باستمرار، وإعطائهم إحساسا بالمشاركة، ومساعدتهم على البوح عما يجول بخاطرهم، وإعادة تنظيم أفكارهم، لتقليل مخلفات آثار تلك التجربة الصعبة عليهم ومعالجة ما نتج عنها من تشوهات وتقلبات”.