صحة

لماذا يحب البعض تناول الأطعمة الحارة ؟

تختلف طرق الأكل من شخص إلى آخر حسب عادات الطبخ من بلد إلى آخر، بالإضافة إلى الطعم والبهارات المفضلة والتي تختلف حتى بين أفراد العائلة، فيميل البعض إلى استخدام الفلفل الحار في معظم أكلهم.

حسب موقع “bbc” يتناول الإنسان بطبيعته قرابة 20 غراماً من الفلفل الحار يومياً، إلا أن هناك بعض الدول التي تلقى إقبالاً كبيراً في استخدام الفلفل الحال، في تركيا على سبيل المثال يتناول الفرد قرابة 87 غراماً من الفلفل الحار يومياً وهو المعدل الأعلى عالمياً، وهو بعيد عن المركز الثاني حيث تحل المكسيك التي يتناول فيها الفرد نحو 50.95 غرام من الأطعمة الحارّة.

حسب العلماء هذه هي الأسباب التي تدفع الناس إلى تناول الفلفل الحار بكثرة، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”:

الإنسان بين الطبيعة ومحاربة فساد الغذاء

لا تزال المادة المسؤولة عن الشعور بالحر في الفلفل “الكابسيسين” محل جدل عند الكثير من العلماء، إذ توصل العلماء إلى أن النباتات تميل إلى احتباس هذه المادة كوسيلة للدفاع على نفسها من الثدييات والحشرات مع مرور الوقت.

إذ تبين للعلماء في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية أن البشر هم الكائنات الوحيدة، إلى جانب بعض القوارض القادرة على استهلاك الفلفل الحار في نظامها الغذائي، إذ تقول إحدى النظريات إن إحدى النظريات في هذا الصدد تقول إن الإنسان اتجه إلى الأطعمة الحارة لما تحتويه من خواص مضادة للفطريات والبكتيريا، كما أدرك الإنسان منذ آلاف السنين أن الأطعمة ذات المذاق الحار تكون أقلّ عرضة للفساد من غيرها.

واشتغل علماء في جامعة كورنيل الأمريكية عام 1998 على هذه الفرضية؛ حيث حللوا الآلاف من وصفات الأطعمة التقليدية القائمة على اللحوم في 36 دولة وتوصلوا إلى أن التوابل الحارة كانت أكثر استخداماً في المناطق الأكثر حرارة، حيث الأطعمة أكثر عرضة للفساد.

زيادة تدفق الدم والأدرينالين

حسب نفس المصدر، توصل العلماء إلى أن الفلفل لم يكن معروفاً منذ البداية مثل السكر والبطاطس، إلى أن وصل المستكشفون الأوروبيون إلى الأمريكتين ثم فتح خطوط ؛ما سمح بانتشاره حول العالم.

هذه التجارة سمحت بانتشار ثقافة استخدام الفلفل الحار في العديد من الدول حول العالم حتى أصبحت أساسية في بعض الأطباق الأساسية لعدة شعوب.

لكن ثمة نظرية تتحدى ما سبق من أسباب حبنا للفلفل الحار، تقول إن علاقتنا بالأطعمة الحارة المذاق ناتجة عما يمكن تعريفه باسم “الخطر المتصَنَّع”. وتقترح هذه النظرية أن الدافع وراء إقدام الإنسان على تناول الفلفل الحار هو نفس الدافع وراء إقدامه هذه الأيام على ركوب قطار الموت الأفعواني في الملاهي أو القفز الحر بالمظلات.

أي أن الإنسان منذ القدم كان يستخدم الفلفل الحار من أجل الرفع من مستويات تدفق الدم الناتج عن ارتفاع الأدرينالين في الجسم.

حب تجربة الفلفل الحار عند الإنسان

قام الأستاذ الجامعي “بول روزين” بجامعة بنسلفانيا، بإعطاء عدد من الناس أنواعاً من الفلفل الحار التي تختلف في الدرجة في ما بينها واحدة تلو الأخرى حتى لم يعد أحد يستطيع تحمل المزيد، ثم طلب منهم اختيار أفضل نوع من الفلفل بينها.

أثبتت هذه الدراسة أن معظم الناس يفضلون الفلفل الأكثر حرارة من بين الأنواع التي جربوها، ويضيف روزين أن “البشر هم وحدهم بين المخلوقات الذين يستمتعون بالإقدام على تجربة تنطوي على سلبيات بطبيعتها” لهذا يبدو أن الإنسان يحب تناول الفلفل الحار للسبب نفسه الذي يجعلنا نستمتع بمشاهدة أفلام الرعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى